Senckenberg

مقدمه

Diversityمقدمه

يعد البحر الأحمر بيئة أساسية ومصدر رئيسي للمملكة العربية السعودية. لقد ساعدت قرون من نشاطات النقل البحري والصيد المجتمعات المحلية التي عاشت حول شواطئ البحر الأحمر. وفي الآونة الأخيرة، أصبحت المعرفة حول هذه البيئة أمر ضروري نتيجة للمشاريع الضخمة وزيادة الاستيطان البشري والتي بدورها أدت إلى تعريض هذه البيئة الفريدة للخطر. وبشكل خاص، يمكن أن تساعد المعلومات المتعلقة بالتنوع الأحيائي والنظم البيئية على تحديد المناطق المعرضة للخطر، كما يمكن استخدامها للتخطيط والاستغلال المناسبين للاستدامة. وبسبب هذه القضايا الهامة، تحملت كلية علوم البحار بجامعة الملك عبد العزيز في جدة المسؤولية وقررت تنفيذ مشروع التنوع الأحيائي في البحر الأحمر بالتعاون مع جمعية سينكنبرج للبحوث الطبيعية في فرانكفورت في ألمانيا.

تعتبر جمعية سينكنبرج للبحوث الطبيعية أقدم هيئة أبحاث تعنى بالتنوع الأحيائي والجيولوجي في فرانكفورت. أسست الجمعية متحفها ومعهد أبحاثها في عام 1821. ومنذ عام 1822 تم القيام بجمع عينات على طول امتداد ساحل البحر الأحمر من خلال العالم إدوارد روبيل. وكان خليج العقبة والمناطق المحيطة لجدة من المناطق الرئيسية التي جمعت منها تلك عينات. استمرت هذه الأنشطة البحثية بعد ذلك وحتى وقتنا الحالي. شارك معهد سينكنبرج في الدراسة البيئية لأعماق البحار، للتحضير في إعداد خطط التعدين للرواسب الفلزية التي صيغت في السبعينيات من القرن الماضي من خلال “الهيئة السعودية السودانية لاستغلال موارد البحر الأحمر”. كما قام معهد سينكنبرج بدور قيادي في تنظيم مأوى للحياة البرية البحرية على الساحل السعودي من الخليج العربي نتيجة لتسرب النفط بعد حرب الكويت عام 1991. إن هذه الخلفية العلمية والتاريخية للمعهد في مجملها هي من أسباب انضمامه إلى هذا المشروع بالتعاون مع جامعة الملك عبد العزيز.

أجريت ثلاث مسوحات ميدانية شاملة خلال المرحلة الأولى من المشروع، على طول ساحل المملكة العربية السعودية في عام 2011 و 2012 و 2013، وذلك من أجل تعريف التنوع الأحيائي للمناطق القريبة من الشاطئ والمجموعات الحيوانية المرتبطة بالشعاب المرجانية. بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء مسح ميداني مصغر في عام 2014 والعديد من التحليلات للأنواع المصطادة غير المرغوب بها نتيجة للصيد المحلي باستخدام الشباك قرب جازان. تم جمع عينات لجميع المجموعات الحيوانية وتحليلها في معهد أبحاث سينكنبرج في ألمانيا.

بدأت المرحلة الثانية للمشروع في الأول من شهر يوليو لعام 2016. تهدف هذه المرحلة بشكل رئيسي إلى استكمال تعريف وفهرسة المجموعات الحيوانية التي جمعت ولبناء مجموعة مرجعية في جدة في المملكة العربية السعودية، والتي سوف تشكل لبنة الأساس لمتحف الملك عبد العزيز البحري.